البحث الأدبي بين الواقع والمأمول

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بإيتاي البارود

المستخلص

إذا كانت مهمة التعليم المدرسي –غالبا– هي نقل المعلومة، فإن المهمة الأولى للتعليم الجامعي هي إنتاج المعلومة، أو تصحيحها إذا تبين خطؤها، أو تطويرها لتوائم المستجدات.
فإن التعليم المدرسي ربما لا يتوفر له الوسائل ولا البرامج لاختبار صحة المعلومة أو دقتها، وهو يكل ذلك إلى مصدر إمداده بتلك المعلومة وهو المستوى الجامعي، حيث يتسع المجال للبحث والمراجعة والفحص والتدقيق، من خلال عمل مؤسسي، تؤديه لجان متخصصة وتراجعه أقسام علمية في التخصص المطلوب. كما تتاح الأجهزة والأدوات التي تناسب كل تخصص علمي لإجراء تلك الفحوص والمراجعات. وإنما يقوم بهذه المهمة في الجامعة قطاع البحث العلمي، وتعينه في ذلك مراكز البحوث المتخصصة .
واستمرار البحث العلمي وتطويره تجديد للعلم والحياة معا ،والأصل في الطالب الجامعي أن يعد ليصبح باحثا متميزا، وفي الجامعات المتميزة في العالم يظل البحث العلمي مستمرا لا يتوقف، يراجع كل ما وصل إليه العلم ويطور الأدوات والوسائل لتمحيص معطيات العلم المتجددة، وتخرج نتائجه إلى المجتمع ؛تصحح فهما، أو تسهل صعبا، أو تفتح بابا لخدمة الإنسان.
فمن المعلوم أن البحث العلمي الذي يصدر عن الجامعة هو موثوق معلوماتيا، لأنه يصدر بإشراف مؤسسي، يخضع للجنة إشراف ثم مناقشة، ثم فحص إذا تقدم به صاحبه لوظيفة؛ فهو منتج يختلف عن الكتاب المنشور خارج هذه الدائرة، والذي لا يخضع إلا لجهد كاتبه، ومراجعة ناشره أحيانا. لكن كل تلك الميزات تضيع إذا انتفى الغرض الأصلي من البحث.

الكلمات الرئيسية