من جهودِ العلماءِ في تَلْخيصِ تراثِ السَّابقين الشيخ زكريّا الأنصاريّ، وكتابه (مُلَخَّصُ تلخيصِ المِفتاحِ) نموذَجًا

يُعَدُّ فَنُّ التَّلخيص بابًا مهمًّا من فنون علم البلاغة، وهو بابٌ من أبوب التأليف في علم البلاغة عند السابقين؛ حيث كانوا يقومون بتلخيص كُتب سابقيهم لتبسيطها، وتيسيرها، وتقريبها، واختصار الجهود المبذولة فيها. ومن هذه المؤلفات التي بذل أصحابها جهدًا كبيرًا في خدمة هذا الفن كتاب: (مُلَخَّصُ تلخيصِ المفتاح) لشيخ الإسلام الشيخ/ زكريا الأنصاري (ت: 926ه/ 1520م). فأحببت أن أُبرز جهود الشيخ في هذا الكتاب، وأن أُبرز أهميةَ هذا الجانب المهمّ الذي غفَل عنه كثيرٌ من الباحثين في هذا العصر وهو فنُّ تلخيص المؤلَّفات؛ حتى يكون زادًا لكلِّ مُشْتغلٍ بالتَّلخيصِ، ونورًا لكلِّ سائرٍ على طريق الإيجاز، ومنارةً لكلِّ باحثٍ في عقول العلماء عن طرائق الاختصار والتسهيلِ على طلَّابِ العلم.
ومن أبرز ما توصل إليه البحث من نتائج:
أهمية فنّ التلخيص بالنسبة لعلم البلاغة، ووجوب الاهتمام به وخاصة في هذا العصر الذي قصرت فيه الهِمم عن طلب العلم.
يُعَدُّ كتاب "ملخص تلخيص المفتاح" من أهم الكتب التي يحتاج إليها طالب العلم في جَمْع القواعد البلاغية بأيْسر طريقٍ، وأخْصَر سبيل.
التزام الشيخ زكريا الأنصاري بخطوات التلخيص من حيث الاختصار، والحذف، ووضوح المعنى، وتمثيل المعاني الموجودة بالنص الأصلي.
ومن أبرز ما يوصي به البحث:
الاهتمام بهذا الجانب المُهمّ من فنون التأليف وهو فنّ التَّلخيص، والعُكوفُ على كتب العلماء وتلخيصها.
البحثُ عن العلماء الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في تلخيص مؤلفات العلماء، وإبراز جهدهم، ومنهجهم، وعقلهم في مؤلفاتهم.