حالة العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعاتنا المعاصرة مراجعة نقدية

يهدف هذا البحث وصفُ حالة العلوم الاجتماعية" في جامعاتنا وصفاً دقيقاً: من أجل أن تتوافر قواعد معلومات منظمة وحديثة في هذا المجال. وتوافر هذه القواعد هو بمثابة "فعل الشرط" الذي يمكننا من الوصول إلى "جواب الشرط". فعل الشرط، ويهدف أيضًا إلى القيام بمسح عديد من المصادر وقواعد البيانات التي تحتوي على معلومات عن أبرز المشتغلين بهذه العلوم في جامعاتنا ، وعن الموضوعات التي ينشغلون بها ، وعن منهجياتهم التي يطبقونها، وعن أدواتهم التي يستخدمونها في بحوثهم ودراساتهم. ومن المفترض أيضاً ـ وهذا هو الأهم ـ أن تحتوي تلك المصادر على معلومات ترصد "الإنجازات النظرية" التي أنجزها المشتغلون بتلك العلوم ؟. وما آليات تطوير تلك النظريات؟. وإلى أي مدى تستجيب لتحديات الواقع؟. وهل أثبتت كفاءة في تجاوز تلك التحديات؟ أم إنها أخفقت ولماذا؟.
وجاء هذا البحث في ثلاثة أقسام: القسم الأول: قدمت فيه وصفاً عاماً لحالة العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعاتنا العربية والإسلامية الحديثة، وأرسم أهم ملامحه التي تعبر عنه في واقعه الراهن. أما القسم الثاني: فقد قدمت فيه تحليلاً برؤية نقدية لتلك الحالة من حيث: العلل التي أنتجت ما آل إليه هذه العلوم ، وأهم النتائج التي ترتبت على ذلك. والقسم الثالث: كان لطرح طرح بعض الأفكار والتصورات التي يمكن أن تسهم في حل أزمة العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعاتنا.
وقد نسبتُ حال تلك العلوم في عنوان هذا البحث إلى "جامعاتنا"؛ وقصدت بها أغلبية معاهد التعليم العالي وجامعاته في بلدان أمتنا الإسلامية؛ ولا ينصرف هذا البحث إلى شيء من ذلك في غير معاهدنا وجامعاتنا.