العقوبات الشرعية وأثرها في الأمن المجتمعي في ضوء الوثائق الأزهرية ـ حفظ الدين نموذجًاـ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أمين الفتوى بالأزهر الشريف - مصر وحاليًا/ المستشار الشرعي للجمعية الإسلامية - ساوتومي وبرنسيب

المستخلص

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله e وعلى آله وصحبه ومن والاه،                       وبعد...
إن من أعظم نعم الخالق على خلقه نعمة الأمن قال تعالى ﴿ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾([1])، لذا كان من أولويات الشريعة الإسلامية حفظ الأمن، من خلال سلسة من التشريعات التي تحفظ للمجتمع أمنه واستقراره، حيث إن التشريع الإسلامي لم يهمل جانبا واحد من جوانب الأمن والاستقرار الاجتماعي، فقد أعطى أولوية قصوى للضروريات الخمس، التي هي الدين والعقل والنفس والعرض والمال، ومما يحفظها إقامة العقوبات الشرعية من الحدود والتعزيرات في حق الجناة والبغاة.
وسوف أستعين بالله جل وعلا في دراستي هذه على بيان.
العقوبات الشرعية وأثرها في الأمن المجتمعي في ضوء الوثائق الأزهرية "حفظ الدين نموذجًا"
الدراسات السابقة :-
ومن خلال بعض قراءاتي وقفت على عدد من الدراسات السابقة في هذا الباب منها:
1- أثر إقامة الحدود في استقرار المجتمع، د/ محمد حسين الذهبي .
وقد أبدع الدكتور الذهبي في إظهار قوة الإستقرار الذي ينجم عن تطبيق الحدود الإسلامية على عكس ما كان يتصوره الكثير من العامة، من أن تطبيق الحدود تَعَدٍّ على آدمية الإنسان .
2- أثر تطبيق الحدود في تحقيق نعمة الأمن للمجتمع، د/ محمد سيد أحمد شحاته.
حيث تحدث حول أهمية الأمن، ووضح سبل تحقيق الأمن في المجتمع المسلم، ثم عرج على آثار إقامة الحدود في استقرار المجتمع ، وبين عواقب تضييع الحدود، وأظهر وسائل المحافظة على الأمن والقضاء على الإرهاب، ووضح أثر إقامة الحدود على تحقيق الأمن في المملكة العربية السعودية.
3- تطبيق الحدود الشرعية وأثره على الأمن، د/ فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي.
فذكر فيه الآثار السيئة للجريمة، وعدد بعض الحدود الشرعية، والغاية من تطبيق الحدود في الشريعة الإسلامية، وأثر ذلك في تحقيق الأمن في المجتمعات، وطبق ذلك على المملكة العربية السعودية نموذجا.
منهج الدراسة :-
البحث عبارة عن دراسة تحليلية تجديدية لبيان أثر تطبيق العقوبات الشرعية في حدوث الأمن في المجتمع، فأسير مستعينا بالله جل وعلا أسير في هذه الدراسة على النحو التالي :-
أبدأ دراستي بتمهيد بين يدي البحث أبين فيه مفهوم العقوبات الشرعية وعلاقتها بالأمن المجتمعي ، وبعد الانتهاء من التمهيد أشرع في مباحث الدراسة، فأتحدث فيالمبحث الأول: عن مقصد حفظ الدين، مفهومه، ورؤية الوثائق الأزهرية له.
المبحث الثاني: عن العقوبات التي قررتها الشريعة لحفظ الدين.
المبحث الثالث: عن أثر زجر المتعدي على الدين في الأمن المجتمعي.
وفي النهاية تكون الخاتمة التي أقرر فيها ماتوصلت إليه من نتائج خلال هذه الدراسة .
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان.
والله ورسوله منه براء، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
([1]) سورة قريش (آية: 5).