غَيْرِيَّةُ الإمامِ مِنْ خِلَالِ ضَمَائِرِ الكَلَام تحليل سيميائي لدلالة استعمال الضمير على شخصية فضيلة الإمام أحمد الطيب من خلال وثيقتَي "إعلان الأزهر للسلام" و "إعلان الأزهر للمواطنة و العيش المشترك"

ربما حين قررتُ المشاركة ببحثي هذا في ذلك المؤتمر و من خلال مسحي لجميع الوثائق محل البحث كنت قد وضعت يدي على دالَّين خطيرين على ما استكشفته من غيرية الإمام أحمد الطيب أحدهما الضمير و الآخر اسم الإشارة , إلا أنني و مع بداية وضع خطتي البحثية استكشفت أن الأمر سيطول حتى يتعدى حدود البحث التي وضعتها اللجنة الموقرة فقصرت بحثي على الضمير وحده , وقد رأيتُ ذكر هذا الآن في نهاية بحثي عَلَّه يكون ضوءًا لمن يأتي بعدي فيوغل في اسم الإشارة و دوره البارز في تحديد و بلوغ ذات الهدف الذي سعيت إليه .
إن بحثي هذا وقف على دلالة استخدام الضمير في وثائق الأزهر التي خطتها اليد الكريمة لفضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب لما وجدته من قدرة ذلك الاستعمال على إبراز جانب هام من جوانب شخصيته التي تفردت بسمات كثيرة وقفتُ على واحدتها في بحثي .
 واستخدمت المنهج السيميائي في محاولة تفسير استعمال الضمير في المركبات الجُمْلِيَّة التي يخطها الشيخ الطيب و دلالته على ذلك المكون الذي ركزت عليه في بحثي ألا وهو غيرية الإمام و من ثم سعيتُ إلى عمل مسح شامل لاستعمالات الضمير في مركباته التعبيرية , و برغم اتصاف الضمير بالجمود و الخلو من المعنى الدلالي إلا أن سياقه يأخذه إلى دلالات غاية في الأهمية , خاصةً إذا كان المتكلم هو الشيخ الطيب , ذلك العالم الجليل الذي مكنته قدراته (النفسفكرتعبيرية) من استعماله بحبك و سبك شديدين و حرص عميق ليحوله إلى علامة أو سيميائية تسقط الضوء على طية من طيات وعيه و ثقافته .
إن المنهج السيميائي – برغم كونه غربيًّا – إلا أنه ليس ببعيد عن العربية بل و كان من المفترض أن يكون منهجًا عربيًّا خالصًا ؛ فاللفظ ذاته في مرجعه لفظ عربي استعمله القرآن الكريم في قوله تعالى "سِيْمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ" بذات المعنى الذي أنشئتْ عليه تلك النظرية و التي استخدمت معنى العلامة للتأسيس لعلم العلامات و من ثم تحوله إلى نظرية تحليلية تقوم بتحليل النصوص و على رأسها النصوص العربية و التي أرى أنها الأولى باستعمال ذلك المنهج الذي خرج من معجمها و نشأ المصطلح في روضتها الشريفة .
أرجو من الله عز و جل أن أكون قد وفقت فيما هدفت له و رميت سهمي عليه .