تطوير التعليم فى الأزهر مطلع القرن العشرين – دراسة وثائقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الدراسات العليا – جامعة الأزهر

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... وبعد
يأتي هذا البحث المعنون بـ تطوير التعليم فى الأزهر مطلع القرن العشرين – دراسة وثائقية، كمحاولة لإلقاء الضوء على شخصيات بارزة وواضحة في العديد من المجالات والميادين الفكرية والاجتماعية والسياسية، كانت لهم رؤية جديدة للإصلاح والتطوير بالأزهر، فهم أصحاب فكر متجدد يقوم على توظيف الأفكار والأسس الدينية، بحيث لا تكون أفكاراً مجردة معزولة عن مجتمعنا، إنه الفهم المتفتح والصحيح للدين وأحكامه، والذي يُقدر له البقاء والتعايش في ظل التطورات الحديثة.
إن ما ينادى به اليوم من تجديد في الخطاب الديني وتطويره ليس بالأمر الجديد، وإنما سبق وأن نادى به رواد الفكر الإسلامي الحديث، أمثال: جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، لذلك كله اهتم الباحث بالمجال الإصلاحي للعلماء الذين رفعوا راية التجديد والتطوير للتعليم فى الأزهر وعلى رأسهم الإمام محمد عبده وتلاميذه في الأزهر الشريف، حيث تتركز اهتمامات هذا البحث وحدوده في إطار ذلك المجال على بعض المحاور الرئيسية أهمها.
أولاً: طرق التعليم في الأزهر ومحاولات الإصلاح الأولى.
ثانياً: أهم الملامح الإصلاحية التي تم إنجازها فى مطلع القرن العشرين على يد الإمام محمد عبده في الأزهر.
ثالثاً: دور تلاميذ الإمام محمد عبده في استكمال المسيرة الإصلاحية في الأزهر.
لقد كان الإمام محمد عبده أحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الحديثة، فقد ساهم بعلمه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود والتقليد، وشارك في إحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات الحديثة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع الحديث وتطوره في مختلف المجالات، كما سعى لتحرير الفكر الديني من قيد التقليد، وفهم الدين على طريقة سلف هذه الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى، وإنه على هذا الوجه يعد صديقاً للعلم، باعثاً على البحث في أسرار هذا الكون، داعياً إلى احترام الحقائق الثابتة، كما حرص على إقامة الصلات الممكنة بين العلم والدين، ومن خلال هذا الفكر المتجدد أراد أن يطرح رؤية جديدة للتعليم في الأزهر، وينفذها ما أمكنه إلى ذلك سبيلا رغم ضراوة المقاومة من أنصار التقليد من جهة، وأعداء الأزهر والدين من جهة أخرى. وهذا ما يتضح لنا خلال بحثنا هذا مدعماً بالوثائق إن شاء الله .