نماذج من الحوارات القرآنية وآثارها على المجتمع الماليزي.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية أصول الدين وعلوم القرآن بجامعة يونى شمس – ولاية قدح - ماليزيا

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أرسله ربه تبارك وتعالى سراجًا منيرًا، ونذيرًا وبشيرًا، ورحمة للعالمين.
أما بعد؛؛؛؛
فمن المعلوم لدينا جميعًا أن دعوة الإسلام إنما هي دعوة عامة وشاملة للبشر جميعًا صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم، حاكمهم ومحكومهم، مصداق ذلك قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}الأنبياء:107، ولعل السبب الذي أدى بدعوة الإسلام إلى الظهور والانتشار إنما هو ما يتمتع به الإسلام من إفساح للعقل من حوارات ومناقشات وسَعة صدر لا تتوافر في غيره من الديانات السماوية أو الوضعية، حيث حظي الحوار في الإسلام بمكانة هامة وكبيرة. 
وبما أن الأزهر الشريف هو الحامل للواء الدين الإسلامي في الأرض والمدافع عنه، فقد تبنى هذا المنهج الوسطي المعتدل في دعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام، معتمدًا في هذا الشأن على المنهج القرآني في دعوة غير المسلمين الذي أساسه الحوار الهادف البنّاء، وذلك اتباعًا لقوله تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْـلِمُونَ} آل عمران:64.    
وكان مما ورد في وثيقة الأزهر الخاصة بالأخوة الإنسانية:"...باسمِ اللهِ وباسمِ كُلِّ ما سَبَقَ، يُعلِنُ الأزهَرُ الشريفُ-ومِن حَوْلِه المُسلِمُونَ في مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها-والكنيسةُ الكاثوليكيَّةُ-ومِن حولِها الكاثوليك من الشَّرقِ والغَرْبِ- تَبنِّي ثقافةِ الحوارِ دَرْبًا، والتعاوُنِ المُشتركِ سبيلًا، والتعارُفِ المُتَبادَلِ نَهْجًا وطَرِيقًا"(1).
وبناء على ما ورد في هذه الوثيقة أحببت المشاركة ببحث علمي في المؤتمر العلمي الدولي الأول "الوثائق الأزهرية في رحاب العلوم الإسلامية"، والذي تقيمه كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات -جامعة الأزهر الشريف– مصر - والمقرر انعقاده –بمشيئة الله تعالى- في3،2 ربيع الأول1443هـ - الموافق10،9 أكتوبر2021م ببحث علمي أكاديمي يحمل عنوان: (نماذج من الحوارات القرآنية وآثارها على المجتمع الماليزي)
حيث إن المجتمع الماليزي مجتمع متعدد الأعراق، مختلف العقيدة، ومتعدد الديانات السماوية والوضعية، متحدي الجنسية "Malaysia is one" حيث إن هذا الشعار هو الذي يحمله كل أبناء المجتمع الماليزي (ماليزيا واحدة) ولهذا أحببت أن أكتب البحث من واقع المعايشة لمدة زمنية تقارب التسع سنوات مختلطًا بالمجتمع الماليزي وذلك في منطقة عملي بالجامعة والمدينة التي أُقيم فيها ، وقد جاءت خطة البحث مشتملة على مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث